هل يمكن أن ينهار سوق الفوركس؟
مع الإقبال الكبير على سوق الفوركس يتم طرح المزيد من التساؤلات بشأنه، خاصة إنه سوق دولي يتم خلاله تداول العملات الأجنبية المختلفة، وقد يتعرض صاحب التداول إلى الربح أو الخسارة وفقًا لحالة السوق، فهل يمكن انهيار سوق الفوركس؟ تحتمل الإجابة على هذا السؤال إما نعم أو لا.
من المؤكد أن سوق الفوركس يتعرض الخسارة لكنه لا ينهار بأكمله، ولكن تختلف حالة السوق باختلاف الوضع الاقتصادي وقيمة العملات المتداولة، إذ يمكن أن تنخفض بعض العملات في أي وقت ممكن، الأمر الذي يؤثر كليًا في سوق تداول الفوركس، فعلى سبيل المثال عندما قام البنك المركزي السويسري فك الارتباط بين الفرنك واليورو، فإن العملة السويسرية قفزت قفزة نوعية وكذلك بالنسبة لبقية العملات الأخرى، وهذا ما يعرف بالانهيار اللحظي أو الفلاش كراش “flash crash “، وكذلك بالنسبة مع عملة الين الياباني التي ارتفعت وتأثرت العملات الأخرى بانخفاض قيمتها.
انهيارات سوق الفوركس
يتأثر سوق الفوركس بعملة واحدة، بحيث تتهاوى أسواق العملات بتأثر عملة واحدة فيها، مثل الباوند البريطاني أو الدولار الأمريكي، وذلك نتيجة أنشطة غير متوقعة تربك المستثمرين وتدفعهم لبيع العملة بأكبر سرعة ممكنة حتى وإن كان بخسارة، وتنطوي صفقات الفوركس على عملتين، مثل الدولار الأمريكي والباوند البريطاني ففي حال ارتفع الدولار سينخفض الباوند وهكذا.
هل يمكن انهيار سوق الفوركس بأكمله؟
لا يمكن أن ينهار سوق الفوركس بأكمله، وذلك بسبب احتوائه على عدد كبير جدًا من العملات، وتمثل كل عملة منها بلد ومنطقة جغرافية مختلفة عن الأخرى، وبالتالي فمن المستحيل انهيار السوق كاملًا بين عشية وضحاها، وتتداخل كل عملة مع زوج من العملات الأخرى، وعليه فإن العملة المناظرة تستفيد من انهيار زوج العملة الأخرى.
ما الذي يسبب انهيار العملات؟
تعرضت أسواق العملات منذ سنوات سابقة إلى حالة انهيار، بفعل مجموعة من العوامل والاسباب التي سنتعرف عليها فيما يلي، ولكن ننوه إلى أن انهيار العملات تتضمن نوعين، ممثلةً بالانهيار السعري الانخفاضات طويلة الأجل التي تستمر للعديد من الشهور أو السنوات، والنوع الثاني هو الانخفاضات اللحظية التي لا تستمر طويلًا وتدوم لثواني أو ساعات محدودة.
ويتكبد المستثمر خسائر جمة بسبب الانهيار السعري للعملات، وقد يقود به إلى تكبد خسائر فادحة يمكن أن تؤدي لمحو حسابات المستثمرين بأكملها.
انهيار العملات على المدى الطويل
كما أسلفنا قوله فإن انهيار العملات على المدى الطويل يرتبط بشكل مباشر بالأوضاع المعاشة، سواء أكانت أوضاع اجتماعية ام اقتصادية وعادةً ما تستمر هذه الأوضاع لفترات زمنية طويلة قد تصل إلى سنوات عديدة، ويشار بأن هذه الأوضاع ترتبط بالأزمات والحروب والكوارث الكبرى، كما يؤثر النظام الحاكم على أوضاع البلاد وبالتالي يؤثر تأثيرًا مباشرًا على العملة وعلى اقتصاد البلد، وقد يتسبب في حدوث انهيار اقتصادي.
الانهيارات اللحظية
يمكن أن يتعرض متداولو الفوركس إلى صدمة قوية بسبب الانهيار المفاجئ أو الانهيار اللحظي، مثل ما تعرض له الين الياباني في عام ٢٠١٩ميلادي، عندما قفزت العملة اليابانية بنسبة ٥% مقابل العملات الأخرى، ويعود سبب حدوث هذه الانهيارات المفاجئة إلى أنظمة التداول الآلي، خاصة في حالات عدم وقوع أي حدث استثنائي على المستوى الاقتصادي أو السياسي، ويحدث لفترة زمنية قصيرة المدى.
وفي الختام ينصح المستثمرون بضرورة الانتباه وتوخي الحذر والحيطة واتباع النصائح والقواعد الصائبة في إدارة المخاطر المحتملة لدى سوق التداول، حتى يتم تفادي أي خسائر ممكنة عند وقوع انهيارات الأسعار اللحظية.